نظمت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالقطب الجامعي شتمة، صبيحة يوم الأربعاء 08 أكتوبر 2025، فعاليات الملتقى الوطني الموسوم بـ: "مخاطر التنمر الإلكتروني في المجتمع الجزائري وآليات تحقيق الأمن السيبراني"، وذلك بحضور إطارات ومسؤولي الأسرة الجامعية، من بينهم نائب مدير الجامعة للتكوين في الطور الثالث الأستاذ سليم بيطام، وعميد الكلية الأستاذ جابر نصر الدين، ومديرة مخبر التغير الاجتماعي والعلاقات العامة في الجزائر الأستاذة زرفة بولقواس، إلى جانب ممثلي السلطات الأمنية بولاية بسكرة، وعدد من الأساتذة والطلبة.
استهلت أشغال الملتقى بكلمة ترحيبية ألقاها عميد الكلية البروفيسور جابر نصر الدين، تلتها كلمة البروفيسور سليم بيطام نيابة عن مدير الجامعة، الذي أعلن رسميا عن انطلاق الملتقى، مبرزا أهمية هذا الحدث العلمي في ظل ما يشهده العالم من توسع للفضاء الرقمي وتنامي مخاطر الجرائم السيبرانية، لا سيما ظاهرة التنمر الإلكتروني التي باتت تمس مختلف شرائح المجتمع، خصوصا فئة الشباب والطلبة الذين يعدون الأكثر استخداما للتكنولوجيا الرقمية.
وقد أكد المتدخلون على أن هذا الملتقى يشكل فرصة ثمينة لرفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع بمخاطر التنمر الإلكتروني وانعكاساته على العلاقات الإنسانية والاجتماعية، إلى جانب تعزيز ثقافة الاستخدام الآمن والمسؤول للوسائط الرقمية.
كما يمثل فضاء للحوار بين الباحثين والخبراء وممثلي القطاعات الأمنية والتربوية لوضع تصورات مشتركة تساهم في حماية الأفراد من التهديدات السيبرانية، وتحقيق بيئة رقمية آمنة ومتوازنة.
ناقش الملتقى جملة من الأهداف العلمية تمثلت في الاطلاع على أحدث البحوث في مجال التنمر الإلكتروني واستجلاء انعكاساته الاجتماعية والنفسية والثقافية والاقتصادية والسياسية، إلى جانب بيان تأثيره على خصوصية الفرد والواقع الرقمي، والسعي إلى إعداد آليات عملية لمواجهة هذه الظاهرة وتحقيق الأمن السيبراني في المجتمع الجزائري.
يهدف اللقاء إلى الخروج بتوصيات علمية تساعد الأفراد على تجنب مخاطر التنمر الإلكتروني، والمساهمة في ترقية السياسات الوطنية الخاصة بالأمن السيبراني.
وقد توزعت جلسات الملتقى الحضورية وعن بعد على أربعة محاور رئيسية؛ تناول أولها عناصر التنمر الإلكتروني في المجتمع الجزائري وآليات الحماية السيبرانية، فيما ركز المحور الثاني على انعكاسات التنمر الإلكتروني في أبعاده الاجتماعية والنفسية والثقافية والاقتصادية والسياسية، أما المحور الثالث فخصص لبحث الاستراتيجيات الميدانية لمواجهة ظاهرة التنمر الإلكتروني وآليات الردع القانونية، في حين تطرق المحور الرابع إلى سبل تعزيز مفهوم الأمن السيبراني في المجتمع الجزائري في الحاضر والمستقبل، بما يسهم في بناء رؤية شاملة لمواجهة الظاهرة في مختلف أبعادها.
جاء هذا الملتقى الوطني ليؤكد على أهمية توعية جميع أطراف المجتمع، وخاصة الشباب والطلبة، بضرورة الاستخدام الواعي والمسؤول للتقنيات الحديثة، ووضع آليات تشريعية وتربوية للحد من الظاهرة، مع تفعيل التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والأمنية، تحقيقا لأمن سيبراني شامل يواكب التحولات الرقمية الراهنة ويحمي الأفراد والمجتمع من آثارها السلبية.
وفي ختام الفعاليات، تؤكد جامعة محمد خيضر بسكرة على الدور الفعال لمشاركة السلطات الأمنية بولاية بسكرة في إنجاح هذا الملتقى، وتثمن جهودها في إثراء الجوانب التوعوية للحدث، ومساهمتها القيمة في نشر ثقافة الوعي الرقمي وتعزيز مفاهيم الأمن السيبراني لدى مختلف فئات المجتمع.