جامعة بسكرة تنظم ملتقى دولي عن بعد حول التدخل العسكري الانساني اثناء النزاعات المسلحة، نحو بناء مقاربة جزائرية جديدة

FB IMG 1636553348348بالتعاون مع المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة نظمت كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة بسكرة بقاعة المحاضرات الكبرى عمر عساسي بداية من يوم الأربعاء 10 نوفمبر 2021 الملتقي الدولي بصيغة التحاضر المرئي عن بعد الموسوم بـ التدخل العسكري الإنساني أثناء النزاعات المسلحة، نحو بناء مقاربة جزائرية جديدة، وذلك باشراف شخصي من مدير الجامعة الأستاذ أحمد بوطرفاية مرفوقا بمسؤولي الأسرة الجامعية ، الأساتذة و الطلبة وبحضور ممثلي السلطات الأمنية، العسكرية والمدنية.

انبثقت فكرة هذا الحدث العلمي عقب نقاشات علمية وأكاديمية بين أساتذة قسمي الحقوق والعلوم السياسية والتي أفضت إلى نتيجة مركزية إتفق عليها الجميع حول التباين الكبير للأهداف المعلنة للتدخل العسكري الإنساني وأجندته الخفية كما يطلق عليها رواد مدرسة كوبنهاجن للدراسات النقدية للأمن، لذلك جاءت إشكالية هذا الملتقى التي طرحت كيف يمكن لخيار التدخل العسكري الإنساني المساهمة في حماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات المسلحة رغم ما يشكله ذلك من إعتداء مباشر على سيادة الدولة، هذا ما جاء في الكلمة الإفتتاحية لرئيس الملتقى الأستاذ نصر الدين عاشور، مضيفا أن عدد الملخصات التي تلقتها اللجنة العلمية بلغ 150 ملخصا من داخل وخارج الوطن، حيث حاولت اللجنة العلمية التدقيق في محتوياتها من إخضاعها للتحكيم من قبل أساتذة متخصصين في القانون الدولي ليتم قبول 46 مداخلة من جامعة بسكرة و52 مداخلة من 24 جامعة وطنية و03 مداخلات من الخارج.

عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية الأستاذ عبد الرؤوف دبابش تحدث عن مدى أهمية إشكالية الملتقى والتي تعتبر كمحاولة للتأصيل من جديد لمفهوم التدخل العسكري الإنساني وفق رؤية ومقاربة جزائرية جديدة تضمن عدم حياد التدخل العسكري عن أهدافه الإنسانية مراعية في ذلك إحترام مبدأ سيادة الدولة، وذلك بعد الخوض المعمق في موضوع الملتقى للخروج بجملة من التوصيات.

مدير الجامعة وخلال إعلانه عن الإفتتاح الرسمي لفعاليات الحدث، نوه بتزامن اللقاء مع الإحتفال بالذكرى الـ 67 لإندلاع الثورة التحريرية المجيدة، حيث إستحضر عظمة هذه الذكرى وعبر عن طموحه بأن تسود روح تضحيات الشهداء الأبطال في طلابنا ليساهموا في بناء الجزائر الجديدة، مشيرا إلى التطورات العميقة والمتسارعة التي يشهدها النظام الدولي، داعيا في ختام كلمته مكونات الأسرة الجامعية إلى مواصلة العمل والتجند لمزيد من التنمية التي تتطلب جهودا أكبر لتحسين نوعية التكوين والبحث والإرتقاء بأداء الجامعة الى مستويات تتناسق مع المرجعيات القياسية والمعايير الدولية.
برنامج الملتقي الممتد على مدار يومين ثري و متنوع، حيث ترأس الجلسة الأولى البرفيسور عمراني كربوسة إلى جانب ثلة من الأساتذة من عدة جامعات جزائرية و أجنبية، لتتعاقب بعد ذلك سلسلة الجلسات التي تناولت متغيرات الإشكالية من جميع الزوايا والرؤى، كما تخلل هذه الأجواء العلمية نقاشات مستفيضة تعبر عن مدى الأهمية البالغة للموضوع في الوقت الراهن.

المداخلات مستمرة منها ما يتحدث عن موقف الأمم المتحدة من عمليات التدخل الإنساني في ظل المتغيرات الدولية الجديدة، ومنها ما توجه إلى رصد آثار التدخل العسكري الإنساني على سيادة الدول وغيرها من المواضيع الأخرى لإستخلاص نتائج وتوصيات، وتكمن مسؤولية الباحثين في هذا الملتقى الدولي في المساهمة بوضع الأسس الأولى لمقاربة جزائرية جديدة في محاولة لإعادة تعريف التدخل العسكري الإنساني ووضع أدواته من خلال تشريعات جيدة تعمل على حماية حقوق الإنسان.

.