تحت الرعاية السامية لمعالي وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني وإشراف والي ولاية بسكرة السيد أحمد كروم ، وبالتنسيق مع مركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أو نوفمبر 1954 ، تحتضن جامعة محمد خيضر بسكرة الملتقى الوطني الموسوم بسكان الجنوب الشرقي الجزائري في مواجهة المخططات الاستعمارية الفرنسية 1844- 1954 في طبعته الثانية يومي 29 و30 جانفي 2019 بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة المركزية.
تشرفت جامعة بسكرة بحضور وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني ، والي الولاية السيد أحمد كروم، رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد محمد عزيز، مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أو نوفمبر 1954 السيد جمال الدين ميعادي، مدير جامعة محمد خيضر بسكرة الأستاذ الدكتور أحمد بوطرفاية ، ممثلي مختلف السلطات المدنية والعسكرية والقضائية بالولاية، المدراء التنفيذيين للولاية، نواب الشعب بالبرلمان بغرفتيه،
المنتخبين المحليين، الأسرة الثورية لولاية بسكرة، مديري المنظمات الوطنية للمجتمع المدني، الأسرة الجامعية من مسؤولين وأساتذة وطلبة ، أساتذة من مختلف الجامعات المشاركة في الملتقى ، نادي المؤرخ لقسم العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة بسكرة و تميز الحدث بتغطية إذاعية مباشرة من الإذاعة الوطنية وبتغطية إعلامية مرئية من قبل أسرة الإعلام.
افتتح الحدث بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ومن ثم الاستماع للسلام الوطني، و وقفة صمت على روح الفقيد مراد مدلسي رئيس المجلس الدستوري رحمة الله عليه، ومن ثم تقدم الأستاذ الدكتور أحمد بوطرفاية مدير جامعة بسكرة مرحبا بمعالي الوزير والسيد والي الولاية وجميع الحضور بكلمة وضح من خلالها أهمية البحث العلمي التاريخي متحدثا عن الأهمية التاريخية التي حضيت بها منطقة الجنوب الشرقي الجزائري خلال فترة الاستعمار الفرنسي للوطن، كما وتقدم بخالص الشكر والامتنان لمعالي وزير المجاهدين والسيد والي ولاية بسكرة والسيد مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أو نوفمبر 1954 لاختيارهم جامعة محمد خيضر بسكرة لاحتضان هذا الملتقى الوطني في طبعته الثانية، كما وتقدم بالشكر الخاص لمعالي الوزير وذلك لإتاحته الفرصة للطلبة والأساتذة الباحثين لزيارة مختلف الهيئات والإدارات التابعة لوزارة المجاهدين قصد تحرير وإنجاز بحوث تخرجهم في الماستر و أطروحات الدكتوراه وكذلك ما يقدمه من اصدارات للمكتبات الجامعية وهو ما يعتبر خطوة في تعميق التعاون من أجل توطيد العلاقة العلمية والثقافية بين القطاعين الوزاريين، كما ووضح الأستاذ الدكتور أحمد بوطرفاية دور الجامعة في العمل على اعادة الذاكرة القومية والعمل على ترسيخ الهوية الوطنية كباقي مؤسسات الدولة.
من ثم أحيلت الكلمة للسيد المحترم والي ولاية بسكرة أحمد كروم والذي رحب باسم سكان ولاية بسكرة بمعالي الوزير شاكرا له على مسعاه، والعناية التي يوليها لهذا القطاع الحساس والعناية التي يوليها للمناطق التاريخية خاصة الجنوبية منها التي شهدت معارك كبرى اثناء الفترة الاستعمارية، بالأخص اختياره لولايتنا لاحتضان الطبعة الثانية من الملتقى الوطني وتقدم بالشكر لأسرة الجامعة على حفاوة الاستقبال والترحيب، خلال كلمته التي ألقاها بهذا الحدث شدد السيد والي الولاية على أهمية الاعتزاز ببطولات أسلافنا خلال الفترة الاستعمارية وحتى الاستقلال، وأكد على أهمية صون الذاكرة الوطنية باستخدام مختلف الوسائل والوسائط التكنولوجية المتحف وتوحيد الدروس للأجيال الناشئة.
ومن ثم أحيلت الكلمة لمعالي الوزير السيد الطيب زيتوني وزير المجاهدين للإعلان الرسمي على افتتاح فعاليات الملتقى، بعد ترحيب معاليه بالحضور نقل السيد الوزير تحيات فخامة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة لسكان بسكرة، متحدثا من خلال كلمته المستفيضة على أهمية تجسيد الوعي التاريخي لدى المواطنين الجزائريين، ومشيدا بالتضحيات المقدمة من قبل الشهيد محمد خيضر في سبيل استرجاع السيادة الوطنية،حيث وصف معالي الوزير إقامة فعاليات الملتقى بالمبادرة الطيبة التي يحسب فضلها لكل من شارك في تحضيرها وسعى في توفير المادة العلمية التي ستسهم في تحقيق المزيد من الاضاءات على تاريخنا المجيد في اطار برنامج فخامة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، في شقه المتعلق بحفظ الذاكرة الوطنية والمساهمة في ابرازها بأمانة للأجيال الصاعدة وفق ما نص به روحا ونصا الدستور، حيث دعا معاليه للإستلهام من أعمال وتضحيات وسمات رموز تاريخنا الوطني ما يحسن بناتنا وأبنائنا ويسمح بتكوينهم بوطنية قوية تحفظ البلاد والعباد، فهذا الملتقى يعد حلقة في سلسلة الملتقيات الهادفة إلى ابرازجوانب نيرة من تاريخ شعبنا المقاوم للاستعمار ومخططاته الهدامة،كما أنه يتيح الفرصة لاستعراض بطولات الشعب الجزائري برمته في مختلف مراحل المقاومة، في ختام كلمته جدد معالي الوزير الطيب زيتوني شكره لكل من ساهم في عقد هذا الملتقى الوطني على رأسهم السيد والي الولاية المحترم وكافة الأسرة الجامعية متمنيا النجاح لأشغال الملتقى ، وأعلن معاليه عن افتتاح أشغال الملتقى.
وتحت اشراف معالي وزير المجاهدين والسيد المحترم والي ولاية بسكرة والسيد رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية بسكرة تميز الملتقى بإمضاء بروتوكول التعاون بين قطاع المجاهدين ممثلا بمدير المجاهدين لولاية بسكرة السيد توفيق مخلوفي وجامعة محمد خيضر بسكرة ممثلة في مديرها الأستاذ الدكتور أحمد بوطرفاية والذي يدخل في تشجيع كتابة التاريخ .
كما وتم توقيع بروتوكول تعاون لثلاث قطاعات ممثلة بكل من مدير المجاهدين و مدير الصحة والسكان ومدير النشاط الاجتماعي للولاية ، هذه الاتفاقية تكون ضمن الحماية الاجتماعية والتكفل بالمجاهدين وذوي حقوق الشهداء .
تشرفت وزارة المجاهدين ممثلة بمعالي الوزير الطيب زيتوني بسليم مجموعة من الاصدارات المتنوعة لإثراء مكتبة جامعة محمد خيضر بسكرة وتسلمها عن الوزير مدير الجامعة الاستاذ الدكتور أحمد بوطرفاية، كما وتم تقديم مجموعة اخرى من الاصدارات للمركز الثقافي الاسلامي بالولاية.
تخلل الملتقى تقديم جملة من التكريمات، حيث تقدم سكان ولاية بسكرة بتكريم فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واستلم التكريم نيابة عنه معالي الوزير الطيب زيتوني، وتم تكريم مدير جامعة بسكرة الأستاذ الدكتور أحمد بوطرفاية من قبل معالي وزير المجاهدين والسيد والي الولاية والسيد رئيس المجلس الشعبي الولائي اعترافا وتقديرا لمجهوداته المبذولة في انجاح الملتقى الوطني في طبعته الثانية، وتكريمات للأساتذة المنظمين للملتقى الوطني، حيث تم تقديم دراجتين ناريتين ثلاثية العجلات للمجاهدين مشراوي اسماعيل و ميموني اليمين كلفتة طيبة من الوزارة لهذين المجاهدين نظير تضحياتهما للوطن.
الملتقى برئاسة السيد جمال الدين معادي مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أو نوفمبر 1954، والذي قدم كلمته والتي تمحورت حول التعريف بالأشغال التي تمت دراستها في الطبعة الأولى للملتقى إذ يطرح الملتقى اشكالية موضوعها تعميق البحث التاريخي في تاريخ مقاومة منطقة الجنوب الشرقي الجزائري ورصيد ساكنيها النضالي في الحركة الوطنية بمختلف اتجاهاتها وأشكالها ومظاهرها، وتعريف الطلبة بأهمية التاريخ الوطني من خلال تسليط الضوء على ثلاثة محاور أساسية وهي المقاومة المسلحة في منطقة الجنوب الشرقي الجزائري وكذا الحركة الاصلاحية بالمنطقة وتبيان أهم روادها، والتعريف كذلك بدور الأحزاب السياسية والمؤسسات الثقافية والدينية والرياضية في بلورة الوعي الوطني.
يهدف الملتقى لتفعيل المساهمة العلمية في كتابة التاريخ الوطني ومنطقة الجنوب الشرقي الجزائري بصفة خاصة، تشجيع الدراسات المتخصصة في التاريخ المحلي والذي يعتبر جزءا فاعلا ومتفاعلا مع التاريخ الوطني، اثراء مصادر البحث العلمي التاريخي وتأصيل وتعميق البحث في التاريخ الوطني.
المداخلة الافتتاحية للملتقى قدمت من طرف الاستاذ رشيد فريح أستاذ من جامعة بسكرة، في حين أن أشغال الملتقى لا تزال متواصلة على مدار يومي 29 و 30 جانفي 2019 بقاعة المحاضرات الكبرى للجامعة المركزية.