في ظل التحوّلات المتسارعة التي يشهدها قطاع التعليم العالي، أصبح التعليم عن بعد خياراً استراتيجياً لضمان استمرارية التعلّم وتوسيع دائرة التكوين الجامعي, وفي هذا الإطار، احتضن قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب واللغات بجامعة بسكرة، بالتعاون مع مخبر البحث SEPRADIS، صبيحة يوم الأربعاء 30 أفريل 2025، ملتقى وطنياً بعنوان: "المنسق البيداغوجي للتعليم عن بعد من أجل جودة التعليم - واقع وآفاق-"، بقاعة المناقشات على مستوى الكلية، وبحضور مسؤولي وإطارات الكلية، إلى جانب أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن.
استهلت فعاليات اللقاء بكلمة ألقاها الأستاذ خالد قريد، رئيس المخبر، ركز فيها على أهمية الموضوع المطروح وما يفرضه من رهانات جديدة على الجامعة الجزائرية في ظل التطورات التكنولوجية والبيداغوجية المتسارعة. وأشار إلى أن التعليم عن بعد لم يعد بديلاً ظرفياً بل توجهاً دائماً يتطلب رؤية واضحة وآليات فعالة.
في السياق ذاته، قدّمت الأستاذتان وريدة هدوش ومريم حداد، المشرفتان على تنظيم الملتقى، مداخلتين استعرضتا من خلالهما أهداف هذا اللقاء العلمي ومحاوره الأساسية، التي تمحورت حول دور المنسق البيداغوجي في ضمان جودة التكوين، وتجاوز الصعوبات المرتبطة بتطبيق التعليم عن بعد، إلى جانب تعزيز الكفاءات البيداغوجية والرقمية.
وعرفت أشغال الملتقى مشاركة واسعة لأساتذة من جامعات مختلفة، حضورياً وافتراضياً، مما أضفى ديناميكية على النقاشات وأسهم في تنوّع الرؤى وتكامل الخبرات.
وقد تنوعت المداخلات العلمية لتغطي عدة محاور، من بينها التخطيط البيداغوجي، التكوين المستمر، التقييم، وسبل دعم التفاعل بين الطلبة والمؤطرين في البيئة الرقمية.
وبناء على ما طرح من أفكار وتجارب، خلص المشاركون إلى ضرورة تعزيز التكوين المتخصص للمنسقين البيداغوجيين، وتحيين المنصات الرقمية بما يضمن جودة الأداء، فضلاً عن أهمية التقييم المستمر كأداة لتحسين الممارسات وضمان نجاعة التعليم عن بعد.
وقد شكل هذا الملتقى فضاءً علمياً غنياً لتبادل الخبرات وتطوير الرؤى، بما يعكس حرص الجامعة على الانخراط الفعلي في مسار الجودة والرقمنة. وهو ما يجعل من مثل هذه المبادرات محطات أساسية لدعم التحول البيداغوجي الذي يشهده قطاع التعليم العالي.