في إطار اليوم العالمي للغة العربية وتحت شعار اليونيسكو لعام 2023 " العربية لغة الشعر والفنون", شهدت قاعة المحاضرات الكبرى لجامعة بسكرة صبيحة يوم الاحد 10 ديسمبر 2023 انطلاق أشغال الملتقى الوطني الموسوم ب" اللغة العربية وانتاج المعارف والآداب" والذي تنظمه جامعة محمد خيضر بالتعاون مع الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، اين تميز هذا المؤتمر بحضور مدير الجامعة الأستاذ محمود دبابش مرفوقا بمسؤولي الأسرة الجامعية، إلى جانب تشريف المقام من طرف مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ ميلود خلف الله، رئيس اللجنة الجهوية لجامعات الوسط، ممثل ديوان المطبوعات الجامعية، عميد كلية العلوم الإسلامية بقسنطينة وعميد كلية الهندسة بدولة الكويت الشقيقة.
هذا المؤتمر الذي يأتي احتفاء بمساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإسلامية ومختلف العلوم والمعارف خطف الأضواء أيضا بحضور نخبة من أعلام الجزائر الذين تميزوا في عديد العلوم والتخصصات، عالم الرياضيات الأستاذ أحمد جبار، المؤرخ وعالم الإجتماع السياسي الأستاذ أحمد رواجعية والدكتور عبد اللطيف بالطيب، وكذا الأستاذ عبد الله حمادي الذين تم تكريمهم من قبل مدير الجامعة والاطارات الحاضرة، بعد أن عرج رئيس الملتقى الأستاذ زمام نور الدين على اشكالية الحدث العلمي الوطني الذي تلقت لجنته العلمية ما يقارب 15 مداخلة، واصفا هذا اللقاء بالفرصة السانحة لتعزيز علاقة التعاون بين الجامعة وديوان المطبوعات الجامعية في نشر أبحاث ومؤلفات الأساتذة الباحثين ليشير مدير الجامعة الأستاذ محمود دبابش خلال ترحيبه بالضيوف إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية من حيث الحفاظ على وجودها ومكانتها وتعزيز استعمالها، باعتبارها لغة الحياة والانفتاح على حد وصفه ولابد أن تستفيد من نعمة التجديد، مؤكدا في ذات السياق أن هذا الملتقى بمثابة دعوة لمعرفة التاريخ والعلوم العربية متمنيا الإستفادة من مخرجاته التي من الممكن أن تكون مبادرة تغيير نحن في أمس الحاجة إليها، ليكون بعدها الاعلان الرسمي عن افتتاح أشغال هذه التظاهرة وذلك بكلمة شيقة وثرية لمستشار وزير التعليم العلي والبحث العلمي الذي وصف الطالب بالمستقبل والأمل المرجو دون تغييب حكمة شيوخ العلم الى جانب حماسة الشباب في بناء اللغة العربية والرقي بها في شتى المجالات، متحدثا أيضا عن مكانة اللغة العربية عالميا ودورها في تحقيق التقدم الانساني على مر العصور.
ضيوف الشرف علماء الجزائر كانت لهم أيضا فرصة للحديث عن موضوع الملتقى واهميته، حيث أشار الاستاذ عبد الله حمادي إلى تأثير الحضارة العربية والاسلامية في الثقافة الاوروبية متحدثا عن أهم ميزات المرحلة الاندلسية في نشر التسامح والتعايش السلمي وكذا المرونة التي مكنت اللغة العربية من احتواء كافة الثقافات، ليعرج بدوره الاستاذ احمد رواجعية في تدخله على الدور التاريخي للغة العربية التي اثبتت على مر السنين علو قدرتها الادبية والعلمية، فيما تحدث الاستاذ احمد جبار عن تراث اللغة العربية واسهاماته في هذا المجال، داعيا الى تكثيف الانتاج العلمي في اللغة العربية، ليعنون الاستاذ عبد اللطيف بالطيب مداخلته حول "تاريخ الرياضيات العربية وحاضرها ومستقبلها" مقترحا خلالها الاهتمام بالنمذجة الرياضية وتدريسها كمادة في الجامعة واقتراخ مواضيعها لمذكرات التخرج مثل الرياضيات الطبية، الصناعية والنفسية وغيرها.
الجلسات العلمية لهذا الملتقى والممتدة على مدار يومين والتي تميزت بتنوع محاضراتها لاساتذة من مختلف جامعات الوطن ( بسكرة، الوادي، قسنطينة، بومرداس، البليدة2، ديوان المطبوعات الجامعية، مركز البحث CRASC والمدرسة العليا للاساتذة) سبقها قراء شعرية متميزة للشاعر طيار نذير بقصيدة عن غزة حملت عنوان "رسالة من المسافة صفر".
تراشق فكري متنوع ونقاشات جادة، ثرية ومعمقة شهدها اليوم الأول من هذا اللقاء الفكري المتميز ليتم بعدها الوصول إلى جملة من التوصيات البناءة تتم تلاوتها في آخر الحدث على أمل أن ترفع إلى الجهات المعنية من أجل تجسيدها على أرض الواقع.
