نظم قسم العلوم الإنسانية و"مخبر الدراسات التاريخية والحضارية للأوراس والصحراء الشرقية عبر العصور" لكلية العلوم الانسانية والاجتماعية لجامعة بسكرة يوم الأحد 19 مارس 2023 بقاعة المحاضرات الكبرى بالقطب الجامعي شتمة الملتقى الوطني الموسوم ب " المفاوضات الجزائرية- الفرنسية لاستعادة السيادة الوطنية 1960-1962 نصر دبلوماسي أنهى حلم الجزائر فرنسية" وذلك بحضور الأسرة الجامعية على رأسهم مدير الجامعة بالنيابة الأستاذ محمود دبابش رفقة وفد رفيع المستوى من السلطات المدنية والأمنية يتقدمهم مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية السيد عبد المجيد شيخي إلى جانب والي الولاية المحترم السيد لخضر سداس بحضور الأسرة الثورية.

تتمحور إشكالية هذا الحدث العلمي الوطني الذي يأتي احتفاء بالذكرى الواحدة والستين 61 لعيد النصر 19 مارس 1962 في اطار ستينية عيد الاستقلال حسب رئيسة الملتقى الأستاذة حورية ومان حول دراسة مجريات مفاوضات ايفيان من خلال معالجة العديد من القضايا والأحداث التي تخللتها عبر طرح مجموعة من التساؤلات حول الظروف والأسباب التي دفعت فرنسا للتفاوض، وكيف سطرت جبهة التحرير الوطني مطالبها خلال مراحلها، اضافة للتطرق للكيفيات التي جسدت من خلالها الدبلوماسية الجزائرية اهدافها واهم العراقيل التي واجهتها خلال سير هذه المفاوضات وأبرز المواقف الوطنية والدولية تجاه اتفاقيات ايفيان،حيث أشارت في هذا الصدد الى عدد المداخلات ال51 المختارة والتي تم تحكيمها للاجابة عن هذه الاشكالية من قبل اللجنة العلمية للملتقى من ضمن 60 مداخلة.
عميد الكلية الاستاذ بلقاسم ميسوم عرج في كلمته على الأساليب الاستعمارية المحرمة قانونيا وأخلاقيا التي اعتمدتها فرنسا في محاولتها طمس هوية الشعب الجزائري وخنق ثورته التحريرية من نفي وتجارب نووية ونهب خيرات وثروات الجزائر، واصفا الثورة المجيدة بالرد الحقيقي المؤطر والمنظم الذي حقق انجازات وانتصارات توجت بافتكاك الاستقلال، ليعتبر الملتقى فضاء يجسد اهتمام الجامعة بالمناسبات الوطنية مشيرا الى التظاهرات التي نظمتها جامعة بسكرة في اطار الاحتفال بستينية عيد الاستقلال، ليعلن بعدها الاستاذ محمود دبابش عن الافتتاح الرسمي لاشغال الملتقى بعد ان اشاد بالتضحيات الجسيمة التي قدمها شهداء الوطن لنيل الحرية والتي تستوجب على جيل الاستقلال المحافظة عليها والاستمرار في مسيرة التقدم والازدهار، ليؤكد كذلك على حرص الجامعة وعنايتها البالغة ببرمجة كافة النشاطات من ملتقيات وايام دراسية التي تحتفي بذكرى هذه المناسبات ذات البعد التاريخي وتشجيع كل المبادرات التي تساهم في تعزيز الذاكرة الوطنية.
مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالارشيف والذاكرة الوطنية وصف في حديثه هذه الذكرى بالعميقة المعاني والاهداف والدقيقة فيما تتضمنه وهي ذكرى وقف اطلاق النار وتوقيع اتفاقية ايفيان التي تنهي رسميا فترة حالكة في تاريخ الجزائر كابدت خلالها ويلات الاستعمار للوصول الى هذه النقطة الفاصلة، معتبرا اللقاء وقفة على بعض المحطات التاريخية الفارقة في نضال الشعب الجزائري، ليستحضر ايضا الظروف السياسية والاتصالات التي سبقت عقد هذه المفاوضات واهم الكتابات التاريخية التي تتناول تفاصيل هذه المرحلة الحاسمة.
مداخلات المؤتمر تميزت بالتنوع في العناوين نشطها اساتذة من مختلف جامعات الوطن ( بسكرة، قالمة، الوادي، المسيلة، عنابة، الجلفة، سكيكدة، خميس مليانة، سوق اهراس، البليدة......) نذكر منها المداخلة الافتتاحية المعنونة ب " اتفاقية ايفيان في مرجعية بيان اول نوفمبر" والمحاضرة حول "مبدأ الوحدة الترابية في المفاوضات الجزائرية- الفرنسية" ومحاضرة " مبادئ التفاوض لدى الوفد الجزائري في اتفاقيات ايفيان 1961-1962 وغيرها من المداخلات الثرية.
وكإلتفاتة رمزية عرفانا بمجهودات مستشار رئيس الجمهورية وتشريفه لهذا المقام تم تكريمه من طرف والي ولاية بسكرة المحترم ومدير جامعة بسكرة بالنيابة.
الملتقى شهد حضورا ملفتا للأساتذة والطلبة لما يعنيه هذا اليوم الخالد في ذاكرة الشعب الجزائري.