في إطار إحياء الذكرى السنوية ليوم الشهيد، نظمت جامعة بسكرة سلسلة من الفعاليات العلمية والثقافية التي تهدف إلى تجديد العهد مع تضحيات شهدائنا الأبرار وتعزيز قيم الوطنية والانتماء لدى الأجيال الجديدة.

كانت انطلاقة هذه الفعاليات، كما هو الحال كل عام، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية - قسم العلوم الإنسانية - حيث تم تنظيم ندوة علمية وطنية تحت عنوان "الشهيد روح خالدة ومسيرة وفاء رائدة". وقد شهدت الندوة حضور عميد الكلية الأستاذ ميسوم بلقاسم، ونائبه لشؤون ما بعد التدرج والبحث العلمي الأستاذ مسعود كربوع، بالإضافة إلى نخبة من الأساتذة والطلبة. افتتحت الندوة بكلمة من رئيسة القسم، الأستاذة مغنية غرداين، ثم قدمت الأستاذة نوال نوي، رئيسة الندوة، عرضًا تفصيليًا حول أهداف الحدث ومحاوره، متناولة الجلسات العلمية التي تمت إقامتها حضورياً وعن بُعد، بمشاركة أساتذة من جامعات بسكرة، باتنة 1 وتبسة. كما تم عرض وثائقي يعكس أبرز محطات الثورة التحريرية المجيدة.
وفي إطار استمرار الفعاليات المخلدة للذكرى الوطنية، احتضنت كلية الحقوق والعلوم السياسية ندوة علمية من تنظيم نادي نخبة العلوم السياسية والعلاقات الدولية حول "التجارب النووية الفرنسية في منطقة رقان: الأبعاد البيئية والمسؤولية الدولية". وقد شهدت الندوة حضور نائب مدير الجامعة للبيداغوجيا الأستاذ جفال عبد الحميد، والأمين العام السيد حكيم هنانو، وعميد الكلية الأستاذ عبد الرؤوف دبابش، إضافة إلى أساتذة وطلبة الكلية. وفي كلمته الافتتاحية، أكد نائب المدير على أهمية إحياء هذه الذكريات التاريخية التي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية وتجديد العزم على الوفاء لرسالة الشهداء، مشددًا على ضرورة التفاني والاجتهاد في سبيل رفعة الوطن.
وقد تميزت فعاليات هذا اليوم بمشاركة حيوية وبارزة من الطلبة، حيث نظموا معرضًا يعكس أبرز مراحل النضال الثوري خلال الثورة التحريرية، كما تم عرض فيلم وثائقي قصير ومسابقات فنية في فن الرسم، شارك فيها الطلبة بالتعاون مع الكشافة الإسلامية والمتحف الجهوي للمجاهد.
إن هذه الفعاليات تأتي في سياق تعزيز الوعي التاريخي وترسيخ القيم النضالية في صفوف الطلبة، بما يعكس الوفاء لتضحيات الشهداء ويحفظ هذا الإرث الوطني الأصيل.
وهكذا، تظل هذه الفعاليات محطة أساسية في مسار ترسيخ الوعي التاريخي لدى الطلبة، حيث تُعيد إحياء القيم النضالية وتعزز روح الانتماء للوطن. فمن خلال استذكار التضحيات الجسام لشهدائنا الأبرار، تستمر الجامعة في أداء دورها التوعوي والتربوي، مستلهمة من التاريخ دروسًا تضيء درب الأجيال القادمة. إن الحفاظ على هذا الإرث الوطني الأصيل ليس مجرد واجب، بل هو مسؤولية مشتركة تتجسد في تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ مبادئ التضحية والوفاء، بما يضمن استمرار الرسالة التي ضحّى من أجلها الشهداء في سبيل وطن حر ومستقبل مشرق.