لا لذّة تسمو فوق لذة العلم والمعرفة. حقيقةٌ يقف عليها المرء في الشدائد والأزمات. والأزمة الصحية التي يمر بها العالم اليوم جراء جائحة "كوفيد19" أثبتت صحة ذلك. فجأة يتم الإغلاق، ويتوقف كل شيء، ويُعلن الحجرُ الصحي في مختلف ربوع العالم. وفي جامعاتنا أُغلقت المدرجات وقاعات الدرس وخلت من أساتذتها وطلبتها، وصار الجميع يتأسف على ما مضى من أمن وأمان وطمأنينة، ولكن قدّر الله ما شاء فعل.
غير أن دور الجامعة المتمثل في إنتاج المعرفة وتطويرها ونشرها لا ينتهي ولا يتوقف؛ إذ واصلت ذلك بتقديم الدروس عبر الوسائط الألكترونية المتاحة، وإنجاز البحوث والدراسات العلمية الرصينة والملتزمة بمنهجية البحث العلمي السليم في شتى العلوم التطبيقية والإنسانية. وكانت مجلتنا (مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية) مهتمة باستقبال المقالات العلمية، ومعالجتها وفق ما تقتضيه الإجراءات المعمول بها (التحكيم العلمي) لانتقاء المقالات الجيدة ونشرها، وهذا سعيا منها لتحقيق طموحاتها في مواكبة المجلات العلمية المصنفة في جميع المجالات والتخصصات .
ونحن إذ نصدر هذا العدد من مجلتكم (مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد13، العدد2)، كلية الآداب واللغات، جامعة بسكرة في الوقت الذي لا زال بلدنا الحبيب يمر بظروف صحية استثنائية، وهذا من أجل رفع التحدي، وتجاوز كل الصعوبات والعراقيل، والتأكيد على أن البحث العلمي لا يتوقف، وأن لذّته لا تنقطع مهما ادلهمّت السبل، وساءت الأحوال، وقد يكون فيه الشفاء والتعافي.
نقدم هذا العدد بما تم ترشيحه للنشر من مقالات علمية قيّمة للباحثين الأعزاء باللغات الثلاث (العربية، الإنجليزية والفرنسية)، متقدّمين بالشكر والتقدير إلى كل من أسهم في إخراج هذا العدد إلى الوجود، وأخص بالذكر الأستاذ الدكتور صالح مفقودة الذي يشكل، بمفرده، كتيبة بحالها من التقنيين والمخرجين. وتذكّر المجلة، مجدداً، كل الباحثين بالتزامها الدقيق بالمنهجية العلمية والسرية التامة في تحكيم ونشر البحوث الواردة إلى المجلة.
نأمل أن يكون هذا العدد في مستوى طموحات وتطلعات المجلة وهيئة تحريرها وقرائها، ونوجّه دعوتنا لكل الباحثين في مجالات اهتمام المجلة ( الأدب واللغة والنقد)، باللغات الثلاث، أن يسهموا ببحوثهم ودراساتهم من أجل السمو بالعلم والمعرفة .والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
رئيس التحرير
د/ لعلى سعادة